القاهرة - عبير عباس
قال المخرج السوري حاتم علي، في حوار خاص مع 24، إن مصر هي المحك الحقيقي لأيّ مخرج، وإن تراجع الدراما السورية، بسبب ما تشهده من أحداث، جاء في صالح الدراما التركية التي قام صناعها بدبلجتها باللهجة السورية. وأضاف إنه يخوض مغامرة فنية جديدة بمسلسله الجديد "تحت الأرض".ما صحة ما تردد عن أنك وضعت صنّاع مسلسل "رغم الفراق" في ورطة؟
ظللت فترة طويلة أرفض الحديث عما جرى في هذه المسألة، وسمعت أقاويل كثيرة، ولكنني أعتقد أنه حان الوقت كي نردّ ونؤكد أن ما جرى على عكس ما تمّ الترويج له، فأنا انتظرت من منتج العمل أن يبدأ التصوير، بعد أن اتفقنا على الأمور المادية كافة، ووضعتُ خطة التصوير، لكنني فوجئتُ فيما بعد بأن هناك نية لعدم البدء في التصوير، وهناك مماطلة، وهذا شيء لا يصعب أن أشعر به كمخرج، لأنني لست قليل الخبرة، وتعاملت بشكل كبير ومحترف مع كثيرين، وهو ما جعلني أقرر الانسحاب بسبب موقف صناع المسلسل أنفسهم، الذين لم يحترموا تعاقدهم معي، ولم يراعوا اسمي أو تاريخي، وللأسف وضعوني في مأزق، وبعد ذلك ذهبوا ليبرروا أخطاءهم بأنني أنا السبب. من جهتي، واحتراماً لأسمي لم أرد أن أضع نفسي في مهاترات معهم، وقررت أن أقوم بالانسحاب من العمل بالكامل، مع كامل احترامي لباقي صنّاعه.
الكاتب بشير الديك، مؤلف العمل، قال إن أسباباً مادية وراء انسحابك؟
سمعت هذا الكلام، للأسف. وما يحزنني أن مؤلفاً كبيراً بقامة السيد بشير الديك يروّج لهذا الكلام العبثي، وأعتقد أنه لم يلمّ بالأمور جميعها، خاصة وأنه لم يتصل بي. أرى أن صنّاع المسلسل هم من أوصلوا إليه هذه الفكرة، كي يحافظوا على صورتهم، بالادعاء أنني قمت بالإنسحاب من العمل، لأسباب مادية. في كل حال، أعتقد أن السيد بشير الديك حينما يعلم بحقيقة الأمر سيرى أنني لم أكن مخطئاً، وأنني كنتُ ضحية، مثله تماماً. ومن المعيب أن يُقال إن حاتم علي ترك مسلسلاً من أجل مبلغ مادي، خاصة وأن المبلغ المادي الذي أتقاضاه عادة، أكبر بكثير مما دفعه صنّاع مسلسل "تحت الأرض"، وأكبر مما كان سيدفعه صناع "رغم الفراق".
وافقت على اخراج مسلسل "تحت الأرض" رغم ضيق الوقت؟
علينا الاتفاق أن على المخرج دائماً أن يقبل التحديات، خاصة وإن كان يرى أن له اسماً كبيراً في السوق الدرامي. وبالتالي حينما تحدثت معي المنتجة دينا كريم، وطلبت مني أن أتولّى إخراج المسلسل، شعرت بنوع من المغامرة، خاصة وأنه لم يكن قد تبقى حينها على شهر رمضان إلا أقل من شهرن فقط، وبالفعل قررتُ خوض المغامرة بعد أن اتفقت معها على بعض الخطوط العريضة الخاصة بالتصوير، وقمتُ بوضع جداول التصوير، وهو ما سيجعلنا ننتهي من التصوير في وقت قصير.
قيل إنك تستخدم تكنيكاً جديداً في التصوير من أجل إنهاء العمل؟
قررتُ أن أقوم بالتصوير عبر ثلاث كاميرات، تصوّر المشهد الواحد، في الوقت نفسه، خلاف ما كان يحدث في السابق، حيث كنا نعمد إلى استخدام كاميرا واحدة، تصور المشهد نفسه عدّة مرات. الطريقة الجديدة تجعل عملية التصوير مكثفة، وهو ما يجعل عملية المونتاج متسارعة. هذه الطريقة ساعدتنا كثيراً على إنجاز عدد كبير من المشاهد، واختصرت وقتاً طويلاً. كما أننا أعددنا جدول تصوير مكثف، لأننا سنسافر خارج مصر، وبالتالي علينا أن ننهي تصوير جزء كبير من المشاهد، قبل السفر. دون أن ننسى أن علينا القيام بمونتاج للحلقات الأولى من العمل، كي يتمّ تسويقه وبيعه للقنوات الفضائية. وهو ما حصل فعلاً.
كيف ترى خطوتك هذه وتأثيرها عليك وعلى تواجدك بمصر؟
في العام الماضي قدمت مسلسل "عمر"، وفي الوقت نفسه كنتُ أشرف على إخراج مسلسل "المنتقم"، وبالتالي فتجربة "تحت الأرض" هي التجربة الأولى والحقيقية لي في إخراج الأعمال المصرية. وبالنسبة لكوني أعمل في مصر وتأثيرها، فهذا شيء مطلوب لأن مصر هي منبع الدراما في الوطن العربي، وهذا شئ لا يخفى على أحد، وأعتقد أن المحك الحقيقي لأيّ مخرج هو أن يكون لديه قدم ثابتة في مصر.
كيف ترى الأوضاع في مصر وفي سوريا؟
هناك اختلاف بين البلدين، فسوريا ما زالت تعاني حصار، وأنا كنت قد قطعت عهداً ألا أتحدث عما يجري هناك، ولكن بالفعل ما يحدث يفوق أي وصف آدمي، وأنا أتمنى أن يعود الإنسان السوري مرة أخرى كي يجد متنفس الحرية، وكي يجد الكرامة بدلاً مما يحدث في الوقت الحالي، أما مصر فلها وضع مختلف، فهناك هجمه تجري ضد حريتهم، ولكنهم لم ولن يستسلموا أبداً لما يحدث.
ما مدى تأثير ما يحدث في سوريا على الدراما السورية؟
الدراما السورية تأثرت بالتأكيد بما يجري في سوريا، وهو أمر طبيعي، فقد شهدت تراجعاً، كماً ونوعاً، جاء في صالح الدراما التركية، التي لجأ صنّاعها لدبلجة المسلسلات باللهجة السورية، الأمر الذي منح الدراما التركية مكانة أكبر بالتأكيد.
ما دور الفن في هذه الأوضاع؟
دور الفن واضح وصريح، وهو أن يكون هناك أعمال صريحة ترفض مثل هذه الأفعال، بل وتوضح للمواطن البسيط حقيقة ما يجري، وهو دور مهم وأساسي يلعبه الفن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق