لاشك أن لكل منطقة موروثها الشعبي والثقافي الذي يميزها، وليست أولاد برحيل عن تلك المناطق ببعيدة، فهي أيضا تميزت بموروث شعبي وثقافي أهلها لأن يتم استقطاب راودها من مناطق متعددة. وسوف أقف هنا عند ما يسمى ب:” كانكا” ganga وهو مثل أحواش في مناطق أخرى، فقد ظل لفترة طويلة عادة مميزة يفرح بها الكبير والصغير، فمع اقتراب عيد المولد النبوي تبدأ الاستعدادات من طرف أهل الخبرة من الرجال، وتتشكل لجنة منظمة ويتم الاتصال ببعض الفكاهيين كي يعدوا فواصل ساخرة في كل مرة، وغالبا من يتم الاجتماع في احد المنازل ويأتي كل واحد من أهل الحي بطاجين وهو الأكلة الأكثر شعبية او دبح الذبيحة وتوزيع لحمها على رواد الزاوية والفرق المشاركة في “الموسم” بعدها يتم الخروج إلى الساحة معرض الحدث في وقت واحد، ففي حي يسمى “عين العصيد” هناك ساحة تسمى “الحفيرة” وبها يتم أداء الرقصات، وفي حي يسمى “الشواطات” هناك ساحة أطلقوا عليها اسم “الحفاري” بها يتم العرض وهناك ايضا زاوية عريقة بحي اولادعبو، تسمى زاوية لالاميمونة، والتي دائما ما تخلدة ذكرى سنوية لهدا الموروث الثقافي، والذي يحضى بشعبية كبيرة في وسط اهالي المنطقة، خصوصا وأنه يحتضن جل فرق المنطقة من تامسط، لوليجة وتاسوقت وغيرها من المناطق المجاورة الى أنه في الأونه الأخيرة، لوحظ أن هذه الزواية بدأت تتقادفها أعين الطامعين للاستيلاء عليها ودفن اسم الزاوية في غياهب النسيان…
كان أهل المغنى من هؤلاء معدودون على رؤوس الأصابع، ويتناوبون على أداء مواويلهم وأهازيجيهم باحترافية كبيرة، وكان للنسوة ركن خاص للمشاهدة يحرص المنظمون على ألا يقع فيه اختلاط بالرجال، لكن للأسف بعد التسعينات بدأ هذا الموروث ينقرض رويدا رويدا، وبانتشار الكهرباء ووفاة الأجداد فقد هذا الموروث الخلف الذي سيحمل المشعل، وخصوصا باختلاط أهل المنطقة بأجناس مختلفة وبعيدة.
فإلى حد الساعة لايزال الحنين لتلك الأيام يشد الكبير والصغير للتمتع ببريق تلك اللحظات.. لكن هيهات هيهات أن تعود تلك الذكريات، في ضل وجود اصحاب الدماء الزرقاء المتعطشين للاستيلاء على كل ماهو تراثي والنبش فيه.
فهل في اولادبرحيل رجال غيورين على هذا الفن، وانقاده من براثن الانقراط والهلاك؟ أم أن قوى الظلام ستنهش في ماتبقى من أطلاله، وجعله مجرد ماضي بعيد يصعب استحضاره؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق